وفيه ورد من الروم ابن شيخ الإسلام، مفتي السلطنة، قاضياً بمكة. وخرج للقائه الأكابر والأعيان، وجاء ناحية الصالحية ومر على تحت القلعة والباشا على يساره، وهو شريف، وخدمه أسعد أفندي خدمةً عظيمةً.
رمضان، ورد الحج، نحو أكراد وداغستان، لكن الحج أقل من العام الماضي.
شوال: في أوائله، تمرض الباشا بالحميرا ودموية.
وفيه حبس الباشا الرزنامجي محمد أفندي، ورفعه للقلعة، لكونه سكر، وذهب كسر باب كاتب الديوان من أجل غلام كان يحبه، فأخذه منه، فحمل إلى الباشا سكراناً. فأرسل الباشا خلف نائب الباب، عبد الرحمن أفندي الحلبي المتولي جديداً في الشهر المذكور، فأقام عليه الحد، ثم أرسله للقلعة، وهذا الرزنامجي يحب الأولاد والشراب، ولا قوة إلا بالله.
وفي الأربعاء، سابع الشوال، صلي حاضرةً على الشيخ الفقيه الشيخ أحمد بن الشيخ جمعة الشافعي الخلوتي، وصلي عليه بجامع التوبة ودفن بالدحداح.
وفي الشهر المذكور، كان تمام مدة السيد سيف الدين أفندي، وسافر في هذا الشهر إلى الروم.
وفي أحد عشر فيه، أُفرج عن الرزنا مجي على مال وفي يوم الاثنين خامس عشر الشهر طلع المحمل والباشا وفي السبت ثالث عشرين شوال دخل الحلبي.
وفيه دخل باشة أدرنة للقدس ومعه نحو الألف خيال.
وفي ثالث عشرينه أيضاً توفي العلامة زين الدين عبد الله العجلوني، وصلي عليه بالأموي، ودفن بالباب الصغير قرب بلال.
وفيه تمت عمارة حمام الذهبية، وهي كانت أطباق فوق أطباق للذهبية وطواقي النساء، ثم بطلت الطواقي زمان إسماعيل باشا بدمشق سنة 1107، بإشارة الشيخ أبي المواهب الحنبلي المفتي، وجعلوا موضع تلك الطباق والأماكن التي تخربت وانتركت من تلك الحرفة وهدوها حماماً مليحاً للجامع، وهو حمام كبير من الغايات، وهو بدرجين مطل على جيرون والنوفرة، وتكلف الحمام كثيراً، وعمل في مقابله حوانيت، وفتح في عيد رمضان.
وانتهى تجديد حمام السلسلة الصغير ووسع، وكان صغيراً جداً، قبل انتهاء هذا بسنة، ووسع أُوضةً زايدةً في حمام السلسلة الكبير بتولية متولي المدرسة، الشيخ عبد الرحمن أفندي المنيني.
والسلسلة الصغير لبني الغزي، والكبير نصفه للسميساطية، والباقي لأربابه، والذهبية كله للجامع.
يوم الثلاثاء رابع ذي القعدة، وردت المزيربتية وأُخبرت عن الحج أنه بخير
وفي يوم الجمعة، رابع عشر ذي القعدة، دخل داود، ترجمان القاضي الكبير بالشام، حمام الذهبية، فمات عندما خرج، فغسل فيه، وصلي عليه بالجامع، ودفن بالباب الصغير.
وفيه دخل قاضي الشام إبراهيم أفندي، خجاة السلطان محمد بن عثمان، وذلك يوم الخميس، آخر الشهر من ذي القعدة، وجاء يوم الجمعة وصلى بالجامع.
وفيه خطب بالجامع صهر المفتي الشيخ إبراهيم بن الشيخ محمد أفندي الشامي، لتمرض المفتي الشيخ إسماعيل أفندي، ولتمرض نائبه مدة مرضه، وهو مصطفى جلبي الأُسطواني.
وفي الجمعة، وردت أخبار العلا وأن الديبس تطلب الصرة من حسن باشا فلم يعطه وقال: ما عندي إلا السيف وكلمه في ذلك أكابر دولة الشام، كإسماعيل آغا الكيواني، وكان معه في الحج، وغيره من الأعيان ليعطي، خوفاً على الحج في الرجعة، وحذروه من العرب، فلم يمكن أن يرجع إلى كلامهم، فتركوا الأمر، ولا قوة إلا بالله.
7 - 6 - 1701 أمير المؤمنين
وأول محرمها الثلاثاء، وسلطان مملكة العرب والروم وبعض العجم السلطان مصطفى بن محمد خان، بن عثمان، وباشة الشام حسن باشا بالحج الشريف، والمفتي أبو الفدا إسماعيل أفندي ابن الحايك، والمدرسون على حالهم، والقاضي الكبير إبراهيم أفندي، خجاة السلطان، وكان من العلماء الأجلاء، يحفظ القرآن والشاطبية والألفية وشواهد النحو، مما لا يحصى من الأشعار والفنون.
وفي مدته حرج على المدرسين في مباشرة الدروس في مدارسهم، وصارت المباشرة ولله الحمد