وَقَالَ تَعَالَى {إِنَّا أَعْتَدْنَا للْكَافِرِينَ سلاسل وأغلالا وسعيرا} وَقَالَ تَعَالَى {وبرزت الْجَحِيم لمن يرى} أى أظهرت النَّار المحرقة إِظْهَارًا بَينا مكشوفا لَا يخفى على أحد قَالَ مقَاتل كشف عَنْهَا الغطاء فَينْظر إِلَيْهِ الْخلق وَالظَّاهِر أَنَّهَا تبرز لكل رَاء
وَقَالَ تَعَالَى {وَإِذا الْجَحِيم سعرت} أى أججت وَأوقدت لأعداء الله إيقادا شَدِيدا أَو زيد فيفى إحمائها
وَقَالَ تَعَالَى إِن الْفجار لفى جحيم أى نَار {يصلونها يَوْم الدّين وَمَا هم عَنْهَا بغائبين} وَقَالَ تَعَالَى {إِن كتاب الْفجار لفي سِجِّين وَمَا أَدْرَاك مَا سِجِّين كتاب مرقوم ويل يَوْمئِذٍ للمكذبين} وفى تَفْسِير {سِجِّين} أَقْوَال ذَكرنَاهَا فى تَفْسِير فتح الْبَيَان وأولاها مَا فسر بِهِ سُبْحَانَهُ فى هَذِه الْآيَة
وَقَالَ تَعَالَى {ويتجنبها الأشقى الَّذِي يصلى النَّار الْكُبْرَى} أى الْعَظِيمَة الفظيعة لِأَنَّهَا أَشد حرا من غَيرهَا وهى نَار جَهَنَّم وَالنَّار الصُّغْرَى نَار الدُّنْيَا وَقَالَ الزّجاج هى السُّفْلى من أطباق النَّار وَقيل أَن فى الْآخِرَة نيرانا ودركات متفاضلة فَكَمَا أَن الْكَافِر أَشْقَى العصاة فَكَذَا يصلى أعظم النيرَان
وَقَالَ تَعَالَى {وَجِيء يَوْمئِذٍ بجهنم يَوْمئِذٍ يتَذَكَّر الْإِنْسَان وأنى لَهُ الذكرى} قَالَ الواحدى قَالَ الْمُفَسِّرُونَ جىء بهَا يَوْم الْقِيَامَة مزمومة بسبعين ألف زِمَام مَعَ كل زِمَام سَبْعُونَ ألف ملك يجرونها حَتَّى تنصب عَن يسَار الْعَرْش فَلَا يبْقى ملك مقرب وَلَا نبى مُرْسل إِلَّا جىء لِرُكْبَتَيْهِ يَقُول يَا رب نفسى نفسى
قلت وَهَذَا الذى نَقله قد أَتَى مَرْفُوعا عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَمَا تقدم فى الْبَاب