يتيمه الدهر (صفحة 2286)

(قد زل من ركب الْفساد ... عَن الطَّرِيقَة والرشاد)

(فاحذر أَبَا سهل وَتب ... من قبل ميعاد الْمعَاد)

(والبس لِبَاس تضرع ... وتندم قبل التنادي)

(واقلب إِلَى نور الْهدى ... قلبا بِهِ أثر السداد)

(من قبل عجزك بِاللِّسَانِ ... وَقبل ضعفك بالفؤاد)

(وكأنني بك رَاكِبًا ... أجيادهم بدل الْجِيَاد)

(ترد الْقِيَامَة فَارغًا ... متخليا من خير زَاد)

(كَيفَ الْجَواب عَن السُّؤَال ... مَتى يناديك الْمُنَادِي)

(لَا ذخر لي بَين الْجَمِيع ... من الحواضر والبوادي)

(إِلَّا شَهَادَة واثق ... بِاللَّه عَن صفو اعتقادي)

(وَمُشَفَّع عِنْد السُّؤَال ... بِعَفْو أمته يُنَادي)

ثمَّ هُنَاكَ من النَّفس الأمارة بِالْخَيرِ وَالْيَد الفياضة بالنيل والخلق الَّذِي لَو مزج بالبحر لنفي ملوحته وَصفا كدورته وَمن الطلاقة الَّتِي يترقرق فِيهَا مَاء الْكَرم وتقرأ مِنْهَا صحيفَة حسن الشيم مَا يجمع الْأَهْوَاء على محبته ويؤلف الآراء فِي موالاته ومشايعته وَمن شعره الدَّال على مجده وَحسن عَهده قَوْله

(لَا تنتزع عَن عَادَة عودتها ... أحدا فَذَاك من الْفِطَام أَشد)

(واصبر عَلَيْهَا مَا حييت وَلَا تزل ... عَنْهَا فَذَاك من الْجفَاء يعد)

وَمن شعره البديع الصَّنْعَة الْمليح الصِّيغَة الَّذِي يغبر فِي وَجه أبي الْفَتْح البستي قَوْله فِي سراج غير مضيء

(ظلمتك اللَّيْل يَا سراجي ... ظلمَة كفر ويأس راجي)

155 - الشَّيْخ العميد أَبُو مَنْصُور بن مشكان أدام الله عزه

الْكتاب أَلْسِنَة الزَّمَان وصدور النَّاس وَهُوَ صدرهم وبدرهم وينبوع الْفَضَائِل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015