يتيمه الدهر (صفحة 2285)

ذكر أَرْكَان الدولة وأعيان الحضرة المتصرفين بهَا وَمِنْهَا والمنتسبين إِلَى خدمتها وَاخْتِيَار غرر من أنوار نظمهم وثمار نثرهم

154 - الشَّيْخ العميد أَبُو سهل أَحْمد بن الْحسن الحمدوئي أدام الله تأييده

سليل الرياسة وغذي السِّيَادَة وَبدر الأَرْض وشمس الْفضل وعمدة الْملك وبحر الْأَدَب وطود الْكَرم وَمن ارْتَفع مَحَله عَن الوزارة الْكُبْرَى وَهِي الرُّتْبَة الْعُظْمَى فَرغب عَنْهَا وَقد رغبت فِيهِ وَصد عَنْهَا وَقد تصدت لَهُ وَنظر فِيهَا أَيَّام الفترة بمؤخر عينه فهذبها وسددها ورمها ورمها وزمها ثمَّ جاد عَنْهَا وعافها حَتَّى قَالَ فِيهِ الْأُسْتَاذ أَبُو الْقَاسِم بن الْحَرِيش رَحمَه الله

(وزارة ضَاعَت فشرفتها ... بِالْفَضْلِ وانآدت فثقفتها)

(وَلم تزل تصبر مظلومة ... حَتَّى تصديت وأنصفتها)

(فارتح لَهَا تدْرك طمأنينة ... فَإِنَّهَا تفلق مذ عفتها)

وَمن خَصَائِص فَضله وبدائع مجده أَنه وَالِي الرّيّ وَسَائِر بِلَاد الْجبَال وَهِي فِي سَعَة المملكة كالعراق والملوك يخدمونه والصدور يقبلُونَ أرضه وَهُوَ يَقُول فِي الْكَفّ عَن زخرف الدُّنْيَا ونضرتها وإعداد الزَّاد للمعاد مَا لَو قَالَهَا أزهد الزهاد لما زَاد

(الْخمر عنوان الْفساد ... ورتاج أَبْوَاب السداد)

(إدمانها أصل الضلال ... وحبها رَأس العناد)

(والعمر زورة طائف ... يَأْتِيك مَا بَين الرقاد)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015