(فَلَيْسَ يعرف مني ... حقيقتي من محالي)
وأنشدني أَيْضا بِهَذِهِ الْإِسْنَاد
(ترى الثِّيَاب من الْكَتَّان يلمحها ... نور من الْبَدْر أَحْيَانًا فيبليها)
(فَكيف تنكران تبلى معاجرها ... والبدر فِي كل وَقت طالع فِيهَا)
وَأرَاهُ أَخذ هَذَا الْمَعْنى من أبي الْحسن بن طَبَاطَبَا الْعلوِي فِي قَوْله من نتفة
(لَا تعجبوا من بلَى غِلَالَتِهِ ... إِذْ زر كتانها على الْقَمَر)
وَأَخذه أَيْضا الرضي بن الموسوي النَّقِيب فَقَالَ من قصيدة
(كَيفَ لَا تبلى غِلَالَتِهِ ... وَهُوَ بدر وَهِي كتَّان)
وللقمر خاصية فِي قرض الْكَتَّان وَلذَلِك قَالَ من ذكر عُيُوب الْقَمَر يهدم الْعُمر وَيحل الدّين وَيُوجب أُجْرَة الْمنزل ويسخن المَاء وَيفْسد اللَّحْم ويشحب الألوان ويقرض الْكَتَّان ويضل الساري لِأَنَّهُ يخفي الْكَوَاكِب ويعين السَّارِق ويفضح العاشق الطارق
وَلأبي مُحَمَّد طَاهِر بن الْحُسَيْن المَخْزُومِي الْبَصْرِيّ فِي نظم نبذ من معايب الْبَدْر وتحذير بعض الرؤساء سوء أثر هجائه من قصيدة
(لَو أَرَادَ الأديب أَن يهجو الْبَدْر ... رَمَاه بالخطة الشنعاء)
(قَالَ يَا بدر أَنْت تغدر بالساري ... وتغري بزورة الْحَسْنَاء)
(كلف فِي شحوب وَجهك يَحْكِي ... نكتا فَوق وجنة برصاء)
(ويريك السرَار فِي آخر الشَّهْر ... شَبيه القلامة الحجناء)