فَهَب عَلَيْهِ نسيم الثروة وتمهد لَهُ فرَاش النِّعْمَة ثمَّ إِنَّه احْتضرَ أحسن مَا كَانَ شبَابًا وأكمل مَا كَانَ آدابا وَكتب إِلَى وَالِده قصيدة وَهُوَ فِي سكرة الْمَوْت أَولهَا
(أَلا هَل من فَتى يهب الهوينا ... لمؤثرها ويعتسف السهوبا)
(فَيبلغ والأمور إِلَى مجَاز ... بزوزن ذَلِك الشَّيْخ الأريبا)
(بِأَن يَد الردى هصرت بِأَرْض الْعرَاق ... من ابْنه غصنا رطيبا) // من الوافر //
وَلَيْسَ يحضرني بَاقِيهَا
كَانَ من عُلَمَاء المؤدبين وخواصهم وانتقل من زوزن إِلَى نيسابور واشتغل بالتدريس والتأديب وَله شعر كثير وقصائد مسمطة كَقَوْلِه من قصيدة أَولهَا
(لَعَلَّ سعاد تسعد من ... أضرّ بِهِ الْفِرَاق وَأَن)
(تكف يَد الصبابة عَن ... فؤاد شيق تَعب) // من مجزوء الوافر //
وَمِنْهَا
(وفقد الغمد لَا يزري ... بعضب فيصل يبري)
(وَإِن الطّرف قد يجْرِي ... بِغَيْر ثِيَابه القشب)
وَقَوله من أُخْرَى فِي التَّوْحِيد أَولهَا
(إِلَه الْخلق معبودي ... وَفِي الْحَاجَات مقصودي)