يتيمه الدهر (صفحة 1516)

(محسودها مرحومها ورئيسها ... مرءوسها ووجودها مَعْدُوم)

(وبقاؤها سَبَب الفناء ووعدها ... إبعادها وودادها مصروم)

(أما الصَّحِيح فَإِنَّهُ من خوف مَا ... يعتاده من سقمه لسقيم)

(وسليمها طي السَّلامَة دائبا ... يرنو إِلَى الْآفَات وَهُوَ سليم)

(وغنيها حذر الْحَوَادِث والردى ... فِي ظلّ أكناف الْيَسَار عديم)

(سيان فِي حكم الْحمام وريبه ... عِنْد الناهي جَاهِل وَعَلِيم)

(أودي ابْن خَلاد قريع زَمَانه ... بَحر الْعُلُوم وروضها المرهوم)

(لَو كَانَ يعرف فَضله صرف الردى ... لانحاز عَنهُ ونابه مثلوم)

(عظمت فَوَائِد علمه فِي دهره ... فمصابه فِي الْعَالمين عَظِيم)

(إقليم بابل لم يكن إِلَّا بِهِ ... فاليوم لَيْسَ لبابل إقليم)

(أَنى اهْتَدَى ريب الْمنون لسَائِر ... فَوق النُّجُوم مَحَله المرسوم)

(ظلم الزَّمَان فبز عَنهُ كَمَاله ... وَمن الْعَجَائِب ظَالِم مظلوم)

(لَا تعجبن من الزَّمَان وغدره ... فَحَدِيث غدرات الزَّمَان قديم)

(لَو كَانَ ينجو ماجد لتقية ... نجى ابْن خَلاد التقى والخيم)

(لكنه أَمر الْإِلَه وَحكمه ... وقضاؤه فِي خلقه المحتوم)

(روض فِي الْآدَاب غض زهره ... ركد الهجير عَلَيْهِ فَهُوَ هشيم)

(وحديقة لما تزل ثمراتها ... تحف الْمُلُوك أصابهن سموم)

(شمامة الوزراء حُلْو حَدِيثه ... تحف لَهُم دون النديم نديم)

(رَيْحَانَة الْكتاب من أَلْفَاظه ... يتَعَلَّم المنثور والمنظوم)

(أما العزاء فَمَا يحل بساحتي ... وَالصَّبْر عَنْك كَمَا علمت ذميم)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015