(كرّ الْفِرَار بيمنه وسعوده ... فعلت بِهِ لِذَوي الحجى أقدار)
(عمرت من الْأَدَب الفقيد دياره ... ودنا من الْكَرم الْبعيد مَزَار)
(وَالْفِقْه وَالنَّظَر الْمُعظم شَأْنه ... ظهرا وناضل عَنْهُمَا أنصار)
(عَادَتْ إِلَى الدُّنْيَا بنوها واغتدت ... تبني القوافي يعرب ونزار)
(وسمت إِلَى فصل الْخطاب وَأَهله ... والقائلين بفضله أبصار)
(آب الْحصين وعنتر ومهلهل ... والأعشيان وَأَقْبل المرار)
(والنابغان وجرول ومرقش ... وَكثير ومزرد وَضِرَار)
(وسما جرير والفرزدق وَالَّذِي ... يعزى الصَّلِيب إِلَيْهِ والزنار)
(وَغدا حبيب والوليد وَمُسلم ... وَالْآخرُونَ يقودهم بشار)
(وأتى الْخَلِيل وسيبويه وَمعمر ... والأصمعي وَلم يغب عمار)
(نشرت بفنا خسروا أَرْبَابهَا ... كالأرض نَاشِرَة لَهَا الأمطار)
(أَحْيَا الْأَمِير أَبُو شُجَاع ذكرهم ... فنما القريض وَعَاشَتْ الْأَشْعَار)
وَلما توفّي ابْن خَلاد رثاه صديق لَهُ بقصيدة فِي نِهَايَة الْحسن أَولهَا
(همم النُّفُوس قصارهن هموم ... وسرور أَبنَاء الزَّمَان غموم)
(ومصير ذِي الأمل الطَّوِيل وَإِن حوى ... أقْصَى المنى حتف عَلَيْهِ يحوم)
(وسعادة الْإِنْسَان على استحلائها ... مر وَعقد وفائها مَذْمُوم)
(وسنيحها برح وخصب ربيعها ... جَدب وناصع عيشها مَسْمُوم)
(لَا سعدها يبْقى وَلَا لأواؤها ... يفنى وَلَا فِيهَا النَّعيم مُقيم)