4 - أن يوجه قلبه وهمه إلى الدار الآخرة، حيث لم يبق إلا القليل، وليس بمقبول منه أفعال الشباب وفتوتهم، ولا أعنى أنه يهجر الدنيا ويتركها تماما ولكن كما ذكر سابقا، ينبغي له الإقبال على الآخرة بالكلية لاستحالة أن يرجع إلى الحالة الأولى من النشاط والقوة.

وها هو الجاحظ يستنكر على شيخ لم يقدر لهذه المرحلة حق قدرها، فيقول:

أترجو أن تكونَ وأنت شيخٌ ... كما قد كنتَ أيام الشباب

لقد كذبتْكَ ليسَ ثوبٌ ... خليقٌ كالجديدِ من الثيابِ

5 - أن يكتب وصيته وماله وما عليه، كما جاء في الحديث المتفق عليه: «ما حقُّ امرئ مسلم له شيءٌ يريد أن يوصي فيه، يبيت ليلتين إلا ووصيته عند رأسه» ولكن عليه أن لا يجوز بأن يزيد أو ينقص في وصيته عما شرعه الله تعالى كأن يخص أحد الورثة بشيء أو يحرم آخرين، أو يوصي بأكثر من الثلث من ماله صدقة بعد موته لقوله - صلى الله عليه وسلم - لسعد رضي الله عنه: «والثلث كثير» (?) أو كما قال - صلى الله عليه وسلم - «إن الرجل ليعمل بطاعة الله أو المرأة ستين سنة ثم يحضرهما الموت فيضارَّان في الوصية فتجب لهما النار».

طور بواسطة نورين ميديا © 2015