قلت: لا نعلم في تلك الحقبة حوادث وكوارث تعوق نشر مثل هذا الكتاب وذلك لأنه يتكلم عن عام 1910م يعني قبل تسعين سنة تقريبا، ولكن لعل المقصود بهذه الكوارث والحوادث هي وجود الشيخ البشري الذي يدعي المؤلف أنه ناقشه في هذا الكتاب وذلك أن الشيخ البشري في ذلك الوقت كان حيا، فلما مات الشيخ البشري – رحمه الله – خلا الجو للموسوي لكي يعرض ما عنده ولا يرد عليه أحد، ولذلك عندما تتصفح هذا الكتاب لا تجد أي صورة مخطوطة من رسائل البشري التي تعدت الخمسين رسالة والتي يدعيها الموسوي أنها رسائل أرسلها إليه البشري، فعلى الأقل لابد من أن يذكر صورا لهذه الرسائل عليها توقيع البشري حتى يرى هل هذه للبشري أم لا؟!

ثم كذلك هذا ظاهر من سير المناظرات، فإن البشري في هذه المناظرات يقف بين يدي الموسوي كالتلميذ بين يدي معلمه يسأل ويستفهم فقط، علما بأن الموسوي في هذه الفترة التي يدعي أنها تخللتها الرسائل لم يجاوز الأربعين سنة والبشري قد جاوز الستين تقريبا، ومع هذا البشري يمدح والموسوي يشكر على المديح دائما في هذا الكتاب!

ومما يدل على كذب الموسوي في هذا الكتاب قوله في المراجعة (111) على لسان البشري أنه قال: " أشهد أنكم في الفروع والأصول على ما كان عليه الأئمة من آل الرسول وانصرفت عنك مفلحا منجحا ".

وللأسف لم نسمع أن البشري قد تشيع بعد هذا الكلام!!

ولذلك أقول أن هذا كذب على البشري – رحمه الله تعالى – وهناك من سأل ابن البشري عن هذه المناظرات فقال: ما سمعت قط أنها جرت بين أبي وبين أحد من الناس.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015