يوسف على أنها تعني ذلك الرجل الذي يملك يوسف، فلما يقول: {لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ} [يوسف: 24]، يعني الدليل على قدوم موكب صاحب البيت، فلما رأى الدليل على قدوم موكب صاحب البيت أسرع الاثنان إلى الباب، وإلا فإن يوسف لو أنه بدأ يستجيب للمرأة، وبدأ يخضع لها، وسمعا ما يدل على أن صاحب البيت قادم، أكان الاثنان سيجريان إلى الباب حتى يفضحا نفسيهما، أم يجريان إلى أي مكال ليختبئا فيه؟!
إذن جريهما إلى الباب للقاء الملك معناه حدوث اختلاف بينهما، ألا ندرك ذلك؟
لو كان يوسف والمرأة متفقين، وبدأت الملاطفة بينهما وكما يقول الأسرائيليون -والعياذب لله- أنه بدأ يخلع ملابسه ليقبل عليها، لو كان كذلك لاختفى من العزيز، والديل الأقوى على ذلك قوله النساء اللاتي قطّعن أيديهن: {قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ} [يوسف: 51]، بل شهادة المرأة نفسها: {وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ} [يوسف: 32]، لو كانت المرأة رأته وقد بدأ يخلع ملابسه ليقبل عليها ما قالت. {فَاسْتَعْصَمَ}، وإنما كانت تقول: ولقد راودته عن نفسه ولولا الظروف لوقع بي.