وبالنسبة لقصة سيدنا يوسف - عليه السلام - فإن الدليل على أن كلمة (هَمَّ) ليست أنه همَّ بالفحشاء ما في ذكره صريح القرآن، يقول الله تعالى: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ} [يوسف: 24]، [شيئين، وليس شيئًا واحدًا] {السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ}،ولكن العطف يقتضي المغايرة، فالفحشاء غير السوء، وما هو السوء؟
إن الذي حدث وكما ورد في الروايات أنها وهي زوجة هذا الكبير وهو رجل من علية القوم تعرض نفسهما على عبد لها، صحيح هو عبد لكنه جميل ولطيف وشاب .. إلا أنه خادم بالنسبة لها، فقالت له: تعال وراودته عن نفسه بكلمات حلوة وتكسر وما إلى ذلك، فلما وجدت عينيه قد حملقتا وأنه رفض وغضب وقال: معاذ الله، ماذا تفعلين؟ شعرت بانهزام وانكسار نفسها وأنها أهينت، فمن شدة الغيظ ضربته، فهمت به، هو في البداية قال: راودته عن نفسه، غير همت به، همت به لتضربه، القرآن يقول: ولقد همت به، يعني قامت عليه.
إذن لو كان الأمر نفس المعنى فهو تكرار، الله تعالى يقول: {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ} [يوسف: 23]، ثم قال (همت به) أي قامت إليه