فهم مثلًا يقولون إن يعقوب هو إسرائيل، وإنه صار إنسانًا عظيمًا جدًا، وأخذ النبوة بالقوة، كيف؟ وهذه الواقعة يهينون بها الله عز وجل، والله لا يُهان حاشاه ذلك، ولكنهم يقصدون ذلك، حيث يدّعون أن الله رفض أن يعطي يعقوب النبوة والرسالة؛ لأنه كان سيعطيها لأخيه الكبير، لأنه كانت سنة الله في أنبياء بني إسرائيل أن يبارك الأخ الأكبر فجعله هو النبي، وأخوه الكبير كان اسمه عيسو، فقرر الله أن يكون عيسو نبيًا، إلا أن يعقوب كان بصيرًا، فعرف أن الله ينزل بالليل ليتفقد أحوال العباد، فترصد له خلف شجرة، فلما رآه قادمًا من بعيد نظر إليه فعرفه، فانقض عليه وأنشب أظافره في عنقه وظل يصارعه وقال له: باركني، فقال له: لقد باركت أخاك عيسو، فقال له: لا، أنا الذي أستحق النبوة، فقال له: لا، عيسو، قال: لا، أنا، يقولون: فظلا يتعاركان وربنا يقول: يا يعقوب أتركني سيطلع الصبح، والعباد سيستيقظون ويجدون ربهم هكذا .. فيقول له يعقوب: لن أتركك إلا بعد أن تباركني، فظل الرب- في زعم هؤلاء المخبولين - ظل هكذا (أستغفر الله، والله ما أريد أن أقول هذا فما يليق، ولكن على كل حال الواقعة تنطق بهذا) فعندما وجد الرب الصبح قد أوشك على الطلوع، قال له: اذهب فقد باركتك، فتركه يعقوب بعد أن كان قد صرعه وأوقعه في الأرض ..