تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (109)} [الكهف]، ولو ضاعفنا بحور الدنيا إلى الضعف، لكن كلام المصحف يكتب ولا يحتاج لهذا كله ..
إذن هناك فارق بين الكلام الذي هو كلام التكوين (كن فيكون) والكلام الذي هو علم الله، والكلام الذي هو وعد الله، والكلام الذي يقصد به القرآن الكريم.
إن كل صنف أو نوع من هذه الأصناف من كلام الله -عز وجل- له سنة مختلفة وله مقاييس وقواعد مختلفة، فمثلًا قوله {لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللهِ} [يونس:63]
يأتي مع القواعد والأمور المستقرة، وعود الله للبشر ..
على سبيل المثال حينما يقول الله تعالى عن المؤمنين أو عن الصالحين من أوليائه: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَى في الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (64)} [يونس]، لهم البشرى في الحياة الدنيا والآخرة .. هذه قاعدة مستقرة.
ويقول الله تعالى: {مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (29)} [ق] الوعد مستقر، أنا أضرب لكم المثل أولًا بالأمور المستقرة لتعلموا الفارق بين السنن التي تظل مستقرة حتى تستقيم حياة البشر.