علم الله الواسع، يقول الله تعالى: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا في الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ في ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا في كِتَابٍ مُبِينٍ (59)} [الأنعام].
إذن علم الله واسع، فالكلام في علم الله غير الكلام الذي في القرآن الكريم فقط، غير الكلام الذي يتعلق بالأوامر التكوينية بأن يقول له: كن فيكون، غير الكلام عن صفات الله -سبحانه وتعالى- وهكذا ..
إذن كلام الله أصناف غير الكلام الذي هو وعد الله للبشر، بأن الله وعدكم كذا .. والدليل على أن كلام الله أو كلمات الله لها معان متعددة قول الله تعالى، وتذوقوا جمال الآية، يقول الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّمَا في الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللهِ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (27)} [لقمان] ..
والآية بمعنى أنه لو جعل الله الشجر أقلامًا، والبحر حبرًا لن تنفد كلمات الله ..
وكلام الله المقصود في الآية غير كلام الله الذي جاء في القرآن، هذا كلام عن علم الله وصفات الله وما يدركه الله فوق إدراك البشر، إنه علم مستفيض لا يكفي لكتابته حبر بقدر مداد الأرض ولو جئنا بمثله مددًا، يقول الله تعالى: {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ