حتى من كانت عنده ركوبة، وهى الآن السيارة، وبالأمس كانت حمارًا أو بغلًا أو جملًا، من كان له فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له.

إذن العبادة التي خُلق لها البشر مختصة بهم، ولا يقوم بها ملك مقرب، ولا يقوم بها شيطان ولا جني، ولا يقوم بها إلا البشر وهي أنه خليفة لله على الأرض، وهذا الإنفاق صورة من صور الاستخلاف.

ولذلك فإن من يقرأ آيات القرآن يجد أن الله تعالى جعل بعض الناس لبعضهم عبادة، يقول الله تعالى: {وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً} [الفرقان: 20] .. فتنة أي اختبار وابتلاء وامتحان، أتصبرون؟ فجعل للغني حظًا مع الفقير، وجعل للفقير حظًا مع الغني، وأصبح الإنسان بهذه الصورة مكلفًا لا أن يعيش مصليًا وصائمًا وقائمًا وذاكرًا لله وداعيًا، وما إلى ذلك من الدعاء لله وسؤاله، وإنما هو مكلف أن يعبد الله في البشر، وفي الحديث القدسي: "مرضت فلم تعدني، كيف تمرض وأنت رب العالمين يا رب .. قال: مرض عبدي فلم تعده .. " (رواه مسلم).

فأصبحت عبادات البشر تمر عبر البشر الآخرين، وهذا هو معنى الاستخلاف.

لقد كان الله تعالي قديرًا - سبحَانه وتعالى- أن يقول للبشر لا تنفقوا لكن هو خلقهم من أجل هذا الاستخلاف.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015