تعيش في قصر ونظرت يومًا من شرفة القصر فوجدت الفقراء يدوسون في الطين ويلعبون، فطلبت من زوجها أن يكون لها في قصرها طين فأتى لها بتراب مزجه بالمسك، وبنى لها بركة من الطين الممسك حتى تنزل تلعب فيه .. الطين الممسك ..
انظر إلى الترف الزائد، وكانت الأموال تفيض بهذه الصورة، وعلى مر التاريخ كلما عاد العالم الإسلامي إلى تطبيق الإسلام كلما زاد الخير فيه؛ لأن الله تعالى يقول: {وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ} [المائدة: 66]، ويقول الله تعالى أيضًا: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ} [الأعراف: 96] ..
والسؤال: هل هناك حقبة أو مرحلة في التاريخ زاد إيمان المسلمين ولكنهم ظلوا فقراء؟
لا .. قال الله تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ} [البقرة: 155] نبلوهم لنختبرهم، وعندما يثبت أنكم مؤمنون، يقول الله تعالى: (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ).
ولذلك خرج النبي- صلى الله عليه وسلم - يومًا في الطريق يمشي فقابل أبا بكر، وقابل عمر، فقال لهما: ما أخرجكما؟ قالا: يا رسول الله