لذا فقوله تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا} [طه: 124]، أقول إن الناس في إنجلترا وفرنسا وأمريكا وألمانيا يعيشون هكذا برغم كل الرغد الذي نراه، والإنسان المسلم هو المطمئن بالله، ولكن المشكلة عند المسلمين أنهم لا يتبعون سبيل الله، فنتيجة لهذا لا يشعرون بالنصر ولا بالأمن، ولكن إذا شعرنا بالنصر وبالأمن فإننا سنشعر بهما بسبب تطبيقنا للإسلام.

إن المسلمين يفهمون أن رغد العيش في الدولة الإسلامية وفي الإسلام مرتبط فقط بعصر الخلفاء الراشدين، سبحان الله! فهذا اعتقاد خاطئ.

لقد كانت عصور العباسيين التي أتت بعد عصر النبوة والخلفاء الراشدين والأمويين كانت عصورًا فيها ارتفاع في رغد العيش لدرجة أن الغنم كانت ترعى في أرض الشام لا صاحب لها .. ومن أراد أن يأكل يخرج ويحضر عنزة ويذبحها ويسلخها ويأكلها وتكون حلالًا له؛

لأنه قد فاضت الخيرات، وكانت المشكلة أن أموال الزكاة تُحمل على ظهور الجمال ويُسافر بها عبر البلاد ولا يجدون فقراء يأخذون الزكاة.

وأيضًا عصر كعصر الأندلس التي ظل فيها المسلمون 800 سنة، ثمانية قرون، وهو خواتيم عصر الأمويين .. واقرأوا عن الرغد الذي عاشت فيه الأندلس لدرجة أن أحد الخلفاء الأندلسيين كانت زوجته

طور بواسطة نورين ميديا © 2015