متشوقًا للقاء زوجته .. فإن طهرت، ولأنه متشوق للقائها جامعها وهنا أصبح لا يجوز له أن يطلقها في الطهر الذي جامعها فيه .. فلو أنه مصمم على الطلاق نقول له انتظر حتى ينتهي الطهر الذي لقيتها فيه ثم انتظر حتى ينتهي الحيض، ويجيء الطهر الجديد.
ثم لو وقع الطلاق فإن الزوجة تظل في البيت أمام زوجها ثلاثة أشهر تقريبًا، فتكون مطلقة طلاقًا رجعيًا .. تظل أمامك طوال هذه الفترة تراها وترى جمالها الذي كان قد أغراك يومًا .. فكأن الإسلام يغريك كي تتراجع عن قرارك، يقول تعالى: {لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ} وقد يقول زوج أنا لم أخرجها هي المصممة على أن تخرج، وهذا ليس من الشرع، إذن هي لا يحق لها أن تغضب، وتأخذ حقيبتها وتذهب لبيت أبيها .. تقعد في بيتها والزوج لا يستطيع أن يخرجها {لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ} [الطلاق: 1] فيكون الزوج والزوجة يتذاكران .. فربما يتراجعان، يقول تعالى: {فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [البقرة: 229].
لذلك فإن الإسلام في كل هذا يحض الإنسان على ألا يقع منه الانفصال .. فإن وقع فإن أمامه فرصة المراجعة ..
ثم لننظر إلى آيات القرآن التي جاءت في سياق آيات الطلاق .. اقرءوا سورة الطلاق وسورة البقرة، ستجدون آيات الطلاق فيها كلام