فالله- عز وجل- يعرف هذا، ويعرف أن عبده فلانًا سيدعوه، والدعاء هو العبادة أو الدعاء هو مخ العبادة.
إذن الله- سبحانه وتعالى - علم من عبده أنه سيدعوه، ومن لا يدعو يغضب الله عليه، وينزل قدره، ويستمر هذا القدر فيمرض هذا العبد أو يفقر هذا العبد أو كذا ..
والسؤال: هل دائمًا يستجاب الدعاء؟
لا .. قد أظل أدعو، وأقول: يا رب اشفني .. اشفني .. اشفني .. ولا أشفى لا قدر الله، والسبب أن الدعاء له مواصفات إذا كانت صحيحة يستجاب له .. يقول تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60]، وهذا وعد من الله، إذن ما الذي يجعل الدعاء لا يُستجاب؟ إن ما يجعل الدعاء لا يستجاب أن الله وضع للدعاء شروطًا، منها أن الله لا يتقبل الدعاء من قِبَل لاه غافل، أي من شخص- والعياذ بالله- يمسك بزجاجة الخمر ويقول: ربنا يهدينا يا سيدي، كلام يقوله دون أن يعزم، دون أن يوقر الله.
وأنا أستشعر من هذا المعنى أن المستغفر من الذنب وهو مقيم عليه كالمستهزئ بربه، كأنه يسخر من الله، يمسك بيده المعصية وهو يدعو الله- سبحانه وتعالى - أن يتوب عليه منها.
إذن الدعاء لابد له من صفات، هذه الصفات أن يكون متوجهًا إلى الله وبانتباه القلب وأن يقلع صاحبه عما يناِقض هذا الدعاء وأن يختار