الفرق أن كل هذه الأمور التي ذكرتها أمور لها قواعد تُتعلم، فالسحر مثلًا يمكن للإنسان الذي يريد أن يتعلمه أن يذهب إلى السحرة ويتعلم السحر، وهناك كتب كثيرة تعلّم الناس كيف يقع السحر، والساحر الكبير يعلم الساحر الصغير، فالسحر عبارة عن كلمات وطلاسم تُقال فيتم بها السحر.
ولذلك فإن سليمان عليه الصلاة والسلام حين مات فإن الجن وجدوا أنفسهم قد ذلوا، فأرادت الشياطين أن تدافع عن نفسها، فأعلنوا أن سليمان كان يملكهم لأنه كان ساحرًا يعرف السحر ويسخّر به الجن، وبدأت الشياطين يقولون بأنه كان ساحرًا، ولذلك قال تعالى: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ} [البقرة: 102].
فلكي يدافع الله -عز وجل- عن المعجزة التي يرسلها مع الأنبياء، ذكر تعالى أن صفة المعجزة الأساسية أنها لا تُتعلم، إنها إنما تكون على سبيل خرق العادات وخرق القدرات، ولا يستطيع أحد أن يفعلها، أما السحر فقد أرسل الله به ملكين من الملائكة واحد اسمه هاروت والثاني اسمه ماروت وجعلهما عَزَّ وَجَلَّ ينزلان في صورة رجلين من البشر، ليقولا للناس إن سليمان لم يملك الجن والإنس وكل ما حوله لأنه كان ساحرًا، فهذه ليست حقيقة، وما السحر إلا علم، ومن أراد أن يتعلمه فنحن سنعلمه له، ولكن نقول لكم لا