ولم يقل القرآن: وما كان من المشركين، أو أنه ليس من المشركين، وإنما قال: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً} [كان رجلًا عظيما كبيرًا] {قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ} [قط، ولا في أي لحظة] {مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [النحل: 120]. ولكن ماذا عن واقعة الشمس؟.
إن ما فعله إبراهيم هو أنه استصحب منطق المشركين ليبين لهم خطأهم، ماذا تعبدودن؟! الكوكب .. نعم، هذا عظيم فعلًا، إنه يلمع وجميل .. وبالفعل لا يوجد مثله، أعبده؟ أنا موافق، فهذا ربي، فلما أفل قال: أنا أريد ربنا الآن، قالوا له: ربنا لا يوجد الآن لأن وقته بالليل، ولا يوجد في النهار، قال: لا، هذا لا يصلح، وذهب لعبدة القمر، وذهب لعبدة الشمس، ولعبدة البشر {رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ} [البقرة: 258]، وذهب لعبدة الصنام، قال: {بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا} [الأنبياء: 63]، فعندما كسر كل الأصنام، وقالوا: {مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا} [الأنبياء: 59] كان المفترض أن يقول إبراهيم: هؤلاء لا يفعلون شيئًا، وإنما قال: بل فعله كبيرهم، ولكن هذا شكله كذب، وإنما بيّن الله تبارك وتعالى بكلمة عظيمهّ {وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ} [الأنعام: 83] يعني إبراهيم لم يفعل ذلك كذبًا، ولا مخالفة، ولا انحرافًا، وإنما هو اتبع طريقة للحجة نحن أذنا له بها