وراعى حُقُوقه، وجد الله مَعَه فِي جَمِيع الْأَحْوَال يحوطه وينصره ويحفظه ويوفقه وَيُؤَيِّدهُ ويسدده فَإِنَّهُ قَائِم على كل نفس بِمَا كسبت وَهُوَ تَعَالَى {مَعَ الَّذين اتَّقوا وَالَّذين هم محسنون} (?) . قَالَ قَتَادَة: وَمن يتق الله يكن مَعَه وَمن يكن الله مَعَه فمعه الفئة الَّتِي لاتغلب والحارس الَّذِي لَا ينَام وَالْهَادِي الَّذِي لَا يضل ... وَهَذِه الْمَعِيَّة الْخَاصَّة بالمتقين غير الْمَعِيَّة الْعَامَّة الْمَذْكُورَة فِي قَوْله تَعَالَى {وَهُوَ مَعكُمْ أَيْنَمَا كُنْتُم} (?) فان الْمَعِيَّة الْخَاصَّة تَقْتَضِي النَّصْر والتأييد والإعانة)) (?) .
وَانْظُر إِلَى عناية النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالتَّوْحِيدِ وتربية الناشئة عَلَيْهِ وترسيخه فِي النُّفُوس بقوله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ((إِذا سَأَلت فاسأل الله)) فَإِن هَذَا التَّوْجِيه يُربي النَّفس على الِاسْتِغْنَاء بالخالق عَن الْخلق وعَلى الْقرب من الله والتوجه إِلَيْهِ فِي كل الْأَحْوَال وَالْإِيمَان بقدرته وغناه سُبْحَانَهُ.
قَالَ ابْن رَجَب رَحمَه الله: قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: ((إِذا سَأَلت فاسأل الله)) أَمر بإفراد الله تَعَالَى بالسؤال وَنهى عَن سُؤال غَيره من الْخلق، وَقد أَمر سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بسؤاله فَقَالَ: {واسألوا الله من فَضله} (?) وَفِي التِّرْمِذِيّ عَن ابْن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ مَرْفُوعا: ((من لَا يسْأَل الله يغْضب عَلَيْهِ)) (?) وَفِيه أَيْضا عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ: ((اسألوا الله من فَضله فَإِن الله يحب أَن يسْأَل)) (?)