الله، فضعها يَا رَسُول الله حَيْثُ أَرَاك الله. قَالَ: فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: ((بخ ذَلِك مَال رابح ذَلِك مَال رابح، وَقد سَمِعت مَا قلت. وَإِنِّي أرى أَن تجعلها فِي الْأَقْرَبين)) فَقَالَ أَبُو طَلْحَة: أفعل يارسول الله فَقَسمهَا أَبُو طَلْحَة فِي أَقَاربه وَبني عَمه. (?) إِنَّهَا صُورَة رائعة للاستجابة والمبادرة إِلَى الْخَيْر والحرص على الْبر والزهد فِيمَا تحب النَّفس ابْتِغَاء لِلْأجرِ وطلباً للذخر عِنْد الله تَعَالَى.

وموقف آخر استجابة لهَذِهِ الْآيَة {لن تنالوا الْبر حَتَّى تنفقوا مِمَّا تحبون} لعمر ابْن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ، وَكَانَ من السَّابِقين للخير؛ فَفِي الصَّحِيحَيْنِ أَن عمر قَالَ: يارسول الله، لم أُصِبْ مَالا قطُّ هُوَ أنفسُ عِنْدِي من سهْمِي الَّذِي بِخَيْبَر، فَمَا تَأْمُرنِي بِهِ؟ قَالَ: "حَبّس الأَصْل وسَبَّل الثَّمَرَة"، فَتَصَدَّقَ بهَا عُمَرُ أَن لايُباع وَلَا يُوهب وَلَا يُورث، وَتَصَدَّقَ بهَا فِي الْفُقَرَاء وَفِي الْقُرْبَى وَفِي الرّقاب وَفِي سَبِيل الله)) (?) انْظُر كَيفَ يتحرون نفائس مَالهم وينفقون مَا تحبه نُفُوسهم رَضِي الله عَنْهُم. واسمع إِلَى ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا يَقُول: حضرتني هَذِه الْآيَة {لن تنالوا الْبر حَتَّى تنفقوا مِمَّا تحبون} فَذكرت ماأعطاني الله فَلم أجد شَيْئا أحبّ إليّ من جَارِيَة لي رُومِية فَقلت: هِيَ حرَّة لوجه الله فَلَو أَنِّي أَعُود فِي شَيْء جعلته لله لنكحتها)) (?) فعجباً لهَذِهِ النُّفُوس الَّتِي ربَّاها الْقُرْآن وَجعلهَا تُؤثر الْآخِرَة الْبَاقِيَة على الدُّنْيَا الفانية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015