البُخَارِيّ (?) وَكَذَلِكَ عِنْدَمَا يَأْمر الرَّسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَصْحَابه بِأَمْر من أُمُور الْأَخْلَاق فَإِنَّهُ يُقدم لذَلِك بِذكر الْإِيمَان بِاللَّه. فَمن ذَلِك: مَا ورد عَن أَبى هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ((من كَانَ يُؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر فَليُكرم جَاره، وَمن كَانَ يُؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر فَليُكرم ضَيفه)) رَوَاهُ مُسلم (?) وَهَكَذَا نجد أَن الْأَخْلَاق مرتبطة بِالْإِيمَان ارتباطاً قَوِيا وَفِي ذَلِك مَا يدل على أهميتها وحرص الْإِسْلَام على ترسيخها.

خَامِسًا: جعل الرَّسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لِلْخلقِ منزلَة عالية فِي الْآخِرَة وَذَلِكَ ببيانه لجزيل الْأجر وَالثَّوَاب الَّذِي يحصل عَلَيْهِ صَاحب الْخلق الْحسن. عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا قَالَت: ((سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول ((إِن الْمُؤمن ليدرك بِحسن خلقه دَرَجَة الصَّائِم الْقَائِم)) رَوَاهُ أَحْمد وَأَبُو دَاوُد وَصَححهُ ابْن حبَان (?) وَفِي رِوَايَة للطبراني عَن أنس: ((إِن العَبْد ليبلغ بِحسن خلقه عَظِيم دَرَجَات الْآخِرَة وَشرف الْمنَازل وَإنَّهُ لضعيف الْعِبَادَة)) (?) بل قد فسر الرَّسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم البِرّ الَّذِي هُوَ مرتبَة عالية فِي الْعِبَادَة ـ فسره

طور بواسطة نورين ميديا © 2015