فهذه صورة من وقع هذا الإنذار من فم رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - على قلب رجل لم يؤمن! ولا نترك هذه الرواية قبل أن نقف وقفة قصيرة أمام صورة رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - وأدب النفس الكبيرة وطمأنينة القلب المؤمن. وهو يستمع من عتبة إلى هذه الخواطر الصغيرة التي يعرضها عليه، وقلبه مشغول بما هو أعظم، حتى لتبدو هذه الخواطر مقززة تثير الاشمئزاز: ولكن الرسول - صلى الله عليه وسلم - يتلقاها حليما، ويستمع كريما، وهو مطمئن هادئ ودود. لا يعجل عتبة عن استكمال هذه الخواطر الصغيرة. حتى إذا انتهى قال في هدوء وثبات وسماحة: «أفرغت يا أبا الوليد؟».فيقول: نعم. فيقول: - صلى الله عليه وسلم - «فاستمع مني» ولا يفاجئه بالقول حتى يقول: أفعل. وعندئذ يتلو - صلى الله عليه وسلم - في ثقة وفي طمأنينة وفي امتلاء روح قول ربه لا قوله: «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. حم .. » ..

إنها صورة تلقي في القلب المهابة. والثقة. والمودة. والاطمئنان .. ومن ثم كان يملك قلوب سامعيه ..

الذين قد يقصدون إليه أول الأمر ساخرين أو حانقين! - صلى الله عليه وسلم - .. وصدق اللّه العظيم: «اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ» .. (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015