الحديث السادس عشر

روى يحيى بن الحسن بن جعفر الحسيني في أخبار المدينة له من طريق النعمان بن شبل قال: حدثنا محمد بن الفضل مديني سنة ست وسبعين عن جابر عن محمد بن علي عن علي رضي الله تعالى عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من زار قبري بعد موتي فكأنما زارني في حياتي، ومن لم يزرني فقد جفاني» ولم يتكلم السبكي عليه.

والنعمان بن شبل: تقدم الكلام عليه في الحديث الخامس، وعن محمد بن الفضل قال: إنه مديني، فهو غير محمد بن الفضل بن عطية الذي كذبوه، خلاف قول ابن عبد الهادي إنه هو؛ لأن ذاك كوفي، ويقال: مروزي نزل بخارى. وجابر إن كان الجعفي كما قال ابن عبد الهادي فهو ضعيف، فيه كلام كثير وثقة شعبة والثوري. ومحمد بن علي إن كان أبا جعفر الباقر فالسند منقطع؛ لأنه لم يدرك جده علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه، وإن كان ابن الحنفية فقد أدرك أباه عليا، وقد قال أبو سعيد عبد الملك بن محمد بن إبراهيم النيسابوري الجركوسي في شرف المصطفى صلى الله تعالى عليه وسلم: روى عن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم «من زار قبري بعد موتي فكأنما زارني في حياتي، ومن لم يزر قبري فقد جفاني» . وعبد الملك هذا توفي سنة ست وأربعمائة بنيسابور، وقبره فيها مشهور يزار، قاله السبكي، قال: وقد روى حديث علي من طريق أخرى ليس فيها تصريح بالرفع، ذكرها ابن عساكر من طريق عبد الملك بن هرون بن عنترة عن أبيه عن جده عن علي رضي الله تعالى عنه قال: من سأل لرسول الله صلى الله عليه وسلم الدرجة والوسيلة حلت له شفاعته يوم القيامة، ومن زار قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في جوار رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعبد الملك بن هارون بن عنترة فيه كلام كثير، رماه يحيى بن معين وابن حبان، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال أحمد:

ضعيف الحديث، اه.

قلت: وقد رأيت في نسخة من كتاب يحيى رواية ابنه طاهر بن يحيى عنه عقب حديث عليّ المتقدم ما لفظه: حدثنا أبو يحيى محمد بن الفصل بن نباتة النميري قال:

حدثنا الجمالي قال: حدثنا الثوري عن عبد الله بن السائب عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، مثله، اه. ولم أر ذلك في النسخة التي هي رواية ابن ابنه الحسين بن محمد بن يحيى عن جده يحيى.

الحديث السابع عشر

روى يحيى أيضا قال: حدثنا محمد بن يعقوب حدثنا عبد الله بن وهب عن رجل عن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015