وروى السيد أبو العباس العراقي في ذيله علي ابن النجار عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى وادي العقيق، فقال: يا أنس خذ هذه المطهرة املأها من هذا الوادي فإنه يحبنا ونحبه، فأخذتها فملأتها، الحديث.

وروى ابن شبة عن سلمة بن الأكوع قال: كنت أصيد الوحش وأهدي لحومها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففقدني فقال: يا سلمة أين كنت تصيد الوحش؟ فقلت: يا رسول الله تباعد الصيد فأنا أصيد بصدور قناة نحو ثيب، فقال: لو كنت تصيد بالعقيق لشيّعتك إذا خرجت وتلقيتك إذا جئت، إني أحب العقيق، ورواه الطبراني بنحوه، قال الهيتمي:

وإسناده حسن.

وروى ابن زبالة عن جابر قال: كان سلمة يصيد الظباء فيهدي لحمومها لرسول الله صلى الله عليه وسلم جفيفا وطريّا، فافتقده رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا سلمة مالك لا تأتي بما كنت تأتي به؟

فقال: رسول الله تباعد علينا الصيد فإنما نصيد بثيب وصدور قناة، فقال: أما إنك لو كنت تصيد بالعقيق لشيعتك إذا ذهبت ونلفيتك إذا جئت، فإني أحب العقيق.

قلت: ومحمله إن صح على ما قبل تحريم المدينة، أو أن المراد من الصيد بالعقيق طرفه الخارج عن الحرم، جمعا بين الأدلة.

حد العقيق

ونقل ابن زبالة والزبير بن بكار عن هشام بن عروة أنه كان يقول: العقيق ما بين قصر المراجل فهلم صعدا إلى النقيع، وما أسفل من ذلك- أي من قصر المراجل- فمن زغابة.

وعن المنذر بن عبد الله الحمراني أنه سمع من أهل العلم أن الجرف ما بين محجة الشام إلى القصاصين، أي أصحاب القصة، وأن وطيف الحمار ما بين سقاية سليمان إلى الزغابة، وأن العرصة ما بين محجة بين إلى محجة الشام، وأن العقيق من محجة بين فاذهب به صعدا إلى النقيع.

قلت: محجة بين تباين آخر الجروف، أي طريقها، وأظنها طريق درب العصرة، ومن سلكها مغربا كانت الجماوات عن يساره.

قال: وحدثني آخرون أن العقيق من العرصة أبدا إلى النقيع.

قال الزبير: ولم أزل أسمع أهل العلم والسنن يقولون: إن العقيق الكبير مما يلي الحرة ما بين أرض عروة بن الزبير إلى قصر المراجل، ومما يلي الجماء ما بين قصور عبد العزيز بن عبد الله العثماني إلى قصر المراجل، ثم اذهب بالعقيق صعدا إلى منتهى النقيع، ويقولون لما أسفل من المراجل إلى متهى العرصة العقيق الصغير، فأعلى أودية العقيق النقيع.

وقالت الخنساء بنت عمرو بن الحارث بن الشّريد السّلمية تبكي أخاها صخر بن عمرو وقد مات بالنقيع من جراحة فدفن فيه على رأس برام:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015