واختصاصهم بمزيد الشفاعة والإكرام كما تقدم.
على ما سيأتي.
ومثله في مقبرة بني سلمة، وتوكل ملائكة بمقبرة البقيع كلّما امتلأت أخذوا بأطرافها فكفؤها في الجنة.
ويقال إنه مستجاب عند الأسطوان المخلق، وعند المنبر، وفي زاوية دار عقيل بالبقيع، وبمسجد الفتح بعد صلاة الظهر يوم الأربعاء، واستجابة الدعاء بمسجد الإجابة ومسجد السقيا وبالمصلى عند القدوم، وعند بركة السوق في يوم العيد، وعند أحجار الزيت وبالسوق، لما سيأتي عند ذكر هذه الأماكن من ورود ذلك عنه صلّى الله عليه وسلّم بها.
وفي رواية أذابه الله في النار، ويؤخذ من ترتيب الوعيد على الإرادة مساواة المدينة لحرم مكة في هذا، وفيه قال تعالى وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ [الحج 25] الآية، ويتمسك للمساواة أيضا بقوله صلّى الله عليه وسلّم «كما حرم إباهيم مكة» فقول ابن مسعودما من بلدة يؤاخذ العبد فيها بالهم قبل الفعل إلا مكة وتلا الآية مشكل، وأيضا فالهم العارض الوارد من غير عزم لا مؤاخذة به مطلقا بالاتفاق، وأما الثابت الذي يصحبه التصميم فالعبد مؤاخذ به بمكة وبغيرها، وإنما خصوصية الحرم تعظيم العذاب لمن همّ فيه لجرأته؛ ولذا روى أحمد في معنى الآية بإسناد صحيح مرفوعا «لو أن رجلا همّ فيه بإلحاد وهو بعدن أبين لأذاقه الله عذابا أليما» .
وتقدم تفسير الحديث بالإثم مطلقا، وأنه دال على أن الصغيرة بها كبيرة؛ وللوعيد الشديد في ذلك؛