الجزء الثالث
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
التي صلّى فيها النبي صلى الله عليه وسلم، مما علمت عينه أو جهته، بالمدينة وما حولها، وما جاء في مقبرتها ومن دفن بها، والمشاهد المعروفة، وفضل أحد والشّهداء به. وفيه سبعة فصول:
قال الواقديّ: أول عيد صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمصلّى سنة اثنتين من مقدمه المدينة من مكة، وحملت له العنزة وهو يومئذ يصلي إليها في الفضاء، وكانت العنزة للزبير بن العوام، أعطاه إياها النّجاشي فوهبها للنبي صلى الله عليه وسلم؛ فكان يخرج بها بين يديه يوم العيد، وهي اليوم بالمدينة عند المؤذنين، يعني يخرجون بها بين يدي الأئمة في زمانهم.
وروى ابن شبة عن جابر بن عبد الله قال: لما رجعنا من بني فينقاع ضحينا أول أضحى في ذي الحجة صبيحة عشر، فكان أول أضحى رآه المسلمون، وذبح أهل اليسر من بني سلمة، فعددت في بني سلمة سبع عشرة أضحية.
وروى ابن زبالة وابن شبة عن أبي هريرة قال: أول فطر وأضحى صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم للناس بالمدينة بفناء دار حكيم بن العداء عند أصحاب المحامل.
وروى الثاني عن ابن أبي فروة أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في ذلك المكان.
وروى الأول عنه ما يقتضيه؛ فإنه روى عن إبراهيم بن أبي أمية قال: أدركت مسجدّا في زمان عثمان عند حرف زاوية أبي يسار عند أصحاب المحامل، وليس ثم مسجد غيره، وذلك المسجد هو الذي صلّى فيه النبي صلى الله عليه وسلم يوم أضحى، وضحّى هناك هو وأصحابه حتى احتملت ضحاياهم من عنده.
قال: وأخبرني من رأى الأنصار يحملون ضحاياهم من هناك، ثم روى عن ابن أبي