، والتحريض على الموت بها واتحاذ الأصل.
روينا في كتاب ابن النجار عن معقل بن يسار قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «المدينة مهاجري، فيها مضجعي، ومنها مبعثي، حقيق على أمتي حفظ جيراني ما اجتنبوا الكبائر، من حفظهم كنت له شهيدا أو شفيعا يوم القيامة، ومن لم يحفظهم سقي من طينة الخبال» قيل للمزني: ما طينة الخبال؟ قال: عصارة أهل النار. قلت: قال بعضهم: المراد بالمزني معقل بن يسار، وتفسير طينة الخبال بذلك رفعه مسلم، والحديث في الكبير للطبراني بسند فيه متروك، ولفظه «المدينة مهاجري ومضجعي في الأرض، حق على أمتي أن يكرموا جيراني ما اجتنبوا الكبائر، فمن لم يفعل ذلك سقاه الله من طينة الخبال» قلنا: يا أبا يسار، وما طينة الخبال؟ قال: عصارة أهل النار.
وروى القاضي أبو الحسن علي الهاشمي في فوائده عن خارجة بن زيد عن أبيه قال:
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «المدينة مهاجري وفيها مضجعي، ومنها مخرجي، حق على أمتي حفظ جيراني فيها، من حفظ وصيتي كنت له شهيدا يوم القيامة، ومن ضيّعها أورده الله حوض الخبال، قيل: وما حوض الخبال يا رسول الله؟ قال: حوض من صديد أهل النار» .
وروى ابن زبالة عن عطاء بن يسار وغيره حديث: «إن الله جعل المدينة مهاجري، وبها مضجعي، ومنها مبعثي، فحق على أمتي حفظ جيراني ما اجتنبوا الكبائر، فمن حفظ فيهم حرمتي كنت له شفيعا يوم القيامة، ومن ضيع فيهم حرمتي أورده الله حوض الخبال» . وفي رواية له: «المدينة مهاجري، وبها وفاتي، ومنها محشري، وحقيق على أمتي أن يحافظوا جيراني ما اجتنبوا الكبيرة، من حفظ فيهم حرمتي كنت له شهيدا أو شفيعا يوم القيامة» .
وفي مدارك عياض قال محمد بن مسلمة: سمعت مالكا يقول: دخلت على المهدي فقال: أوصني، فقلت: أوصيك بتقوى الله وحده، والعطف على أهل بلد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وجيرانه؛ فإنه بلغنا أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «المدينة مهاجري، ومنها مبعثي، وبها قبري، وأهلها جيراني، وحقيق على أمتي حفظ جيراني؛ فمن حفظهم فيّ كنت له شفيعا أو شهيدا يوم القيامة، ومن لم يحفظ وصيتي في جيراني سقاه الله من طينة الخبال» .
وروى مالك في الموطأ أن النبي صلّى الله عليه وسلّم كان جالسا وقبر يحفر بالمدينة، فاطّلع رجل في القبر فقال: بئس مضجع المؤمن! فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «بئس ما قلت» قال الرجل: إني