، والحجرات المنيفات، وما كان مطيفا به من الدور والبلاط، وسوق المدينة، ومنازل المهاجرين، واتخاذ السور، وفيه سبعة وثلاثون فصلا.
تقدم أن ناقته صلّى الله عليه وسلّم لما بركت عند باب المسجد قال صلّى الله عليه وسلّم: «هذا المنزل إن شاء الله» وفي كتاب يحيى عن الزهري أنها بركت عند مسجد الرسول صلّى الله عليه وسلّم وهو يومئذ يصلي فيه رجال من المسلمين، وكان مربدا (?) لغلامين يتيمين في حجر أسعد بن زرارة، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حين بركت راحلته: هذا إن شاء الله المنزل، وقال: اللهم أنزلنا منزلا مباركا وأنت خير المنزلين، قاله أربع مرات.
وروى رزين نحوه عن أنس، ولفظه: فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «هذا المنزل إن شاء الله» ثم أخذ في النزول فقال: «ربّ أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين» ولم يقل قاله أربعا.
وفي كتاب يحيى عن الزهري أيضا أن المربد كان لسهل وسهيل، وأنهما كانا في حجر أبي أمامة أسعد بن زرارة، وأن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال حين بركت به راحلته: «هذا المنزل إن شاء الله» ثم دعا الغلامين فساومهما بالمربد ليتخذه مسجدا، فقالا: بل نهبه لك يا رسول الله، فأبى أن يقبله هبة حتى ابتاعه منهما، ثم بناه مسجدا.
قال يحيى تبعا لابن زبالة: وقال بعضهم: كان لغلامين يتيمين لأبي أيوب هما سهل وسهيل ابنا عمرو، فطلب المربد من أبي أيوب، فقال أبو أيوب: يا رسول الله المربد ليتيمين، وأنا أرضيهما، فأرضاهما، فأعطاه لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم فاتخذه مسجدا. وعند ابن إسحاق أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: لمن هذا؟ يعني المربد، فقال له معاذ بن عفراء: هو لسهل وسهيل ابني عمرو يتيمان لي، وسأرضيهما منه، فاتخذه مسجدا، فأمر به أن يا بني. ويؤيده أنه وقع في مرسل ابن سيرين عند أبي عبيد في الغريب أنهما كانا في حجر معاذ بن عفراء.
والذي في صحيح البخاري أنهما كانا في حجر أسعد بن زرارة، كذا هو في رواية الجميع إلا أبا ذر، ففي روايته سعد بإسقاط الألف، ورواية الجماعة هي الوجه؛ إذ كان أسعد من السابقين إلى الإسلام، وهو المكنى بأبي أمامة، وأما أخوه سعد فتأخر إسلامه.