قال الجويني والقاضي حسين من أصحابنا: الجزيرة هي الحجاز، والمشهور أن الحجاز بعض الجزيرة.
ولما مات النبي صلّى الله عليه وسلّم لم يتفرغ أبو بكر رضي الله عنه لإخراجهم، فأجلاهم عمر رضي الله عنه وهم زهاء أربعين ألفا، ولم ينقل أن أحدا من الخلفاء أجلاهم من اليمن مع أنها من الجزيرة؛ فدل على أن المراد الحجاز فقط.
وحكى أن بعض اليهود أظهر كتابا، وادعى أنه كتاب النبي صلّى الله عليه وسلّم بإسقاط الجزية عن أهل خيبر، وفيه شهادة الصحابة؛ فعرض على أبي بكر الخطيب البغدادي فقال: هذا مزور؛ لأن فيه شهادة معاوية، وهو أسلم عام الفتح، فلم يحضر ما جرى، وفيه شهادة سعد بن معاذ، وقد مات في بني قريظة بسهم أصابه في الخندق، وذلك قبل خيبر بسنتين، وذلك من فوائد علم التاريخ، والله أعلم.