بالمدينة ضعفي ما جعلت بمكة من البركة» وغيره من الأحاديث الصحيحة الكثيرة، وآثار تلك الدعوات من الأمور الظاهرات.
الحادي والستون: «مبوّأ الحلال والحرام» رواه الطبراني في حديث «المدينة قبة الإسلام» والتبوؤ: التمكن والاستقرار، سميت به لأنها محل تمكن هذين الحكمين واستقرارهما، وفي بعض النسخ «مثوى» بالمثلاثة الساكنة بدل الموحدة، والأول هو الذي رأيته بخط الحافظ أبي الفتح المراغي.
الثاني والستون: «مبين الحلال والحرام» رواه ابن الجوزي والسيد أبو العباس القرافي في حديث «المدينة قبة الإسلام» بدل الذي قبله، سميت به لأنها المحل الذي ابتدأ فيه ببيان الحلال والحرام.
الثالث والستون: «المجبورة» بالجيم- ذكره في حديث «للمدينة عشرة أسماء» ونقل عن الكتب المتقدمة، وسميت به لأن الله تعالى جبرها بسكنى نبيه وصفيه صلّى الله عليه وسلّم حيا وضمها لأعضائه الشريفة ميتا بعد نقل حمّاها، وتطييب مغناها، والحث على سكناها، وتنزل البركات بمدها وصاعها؛ فهي بهذا السر الشريف مسرورة، وبهذه المنح العظيمة محبورة، تسحب ذيل الفخار، على سائر الأقطار.
الرابع والستون: «المحبة» بضم الميم وبالحاء المهملة وتشديد الموحدة- نقل عن الكتب المتقدمة.
الخامس والستون: «المحببة» بزيادة موحدة على ما قبله.
السادس والستون: «المحبوبة» نقل عن الكتب المتقدمة أيضا، وهذه ثلاثة مع ما تقدم من اسمها الحبيبة من مادة واحدة، سميت بذلك لما تقدم من حبه صلّى الله عليه وسلّم لها ودعائه بذلك، وجاء ما يقتضي أنها أحب البقاع إلى الله تعالى، ويؤيده أنه تعالى اختارها لحبيبه صلّى الله عليه وسلّم حيّا وميتا؛ فهي محبوبة إلى الله تعالى ورسوله وسائر المؤمنين، ولهذا ترتاح النفوس لذكرها، وتهيم القلوب لشهود سرها.