أسماء الله الحسنى وصفاته العليا، وهي قواعد دل عليها كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم؛ فهي مستوحاة منهما، وكل من ضل في هذا الباب فإنما حصل له ذلك بسبب التفريط والإعراض عن شيء منها.
أولى هذه القواعد وأعظمها:
أن لا يوصف الله عز وجل إلا بما وصف به نفسه، أو وصفه رسوله صلى الله عليه وسلم، لا يتجاوز القرآن والحديث1.
وكان مطرف يقول: الحمد لله الذي من العلم به الجهل بغير ما وصف به نفسه2.
وقال سحنون: من العلم بالله السكوت عن غير ما وصف به نفسه3.
فمن وصفه بما لم يصف به نفسه، أيو يصفه به رسوله فقد ضل، وقال على الله بلا علم، ومن ذلك صنيع الفلاسفة الذين سموه العقل الفعال، والمعتزلة الذين جعلوا القدم أخص صفاته، وهذا الاسم إلى كونه ليس في كتاب الله فإنه لا يؤدي المعنى الذي أناطوه به. واللفظ الشرعي الوارد في قوله: {هُوَ الْأَوَّلُ} 4 أدل على المعنى المطلوب وأرضى للرب.
ومن لم يصفه بما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله؛ فقد ضيع وفرط وضل وعطل الله عز وجل عن أسمائه وصفاته التي دلت عليها نصوص الكتاب والسنة.
القاعدة الثانية:
القطع بأنه ليس فيما وصف الله به نفسه أو وصفه به رسوله تشبيه لصفاته