وتأتي أهمية موضوع وسطية الإسلام وسماحته في زمن يتعرض فيه الإسلام إلى هجمة منظمة وشرسة من قبل أعداء الإسلام، ومما زاد الطين بلة أن المسلمين أنفسهم مع الأسف في صراعات وخلافات مذهبية، فكل باسط ذراعيه يدعي أنه هو صاحب الحق، وكلً يرى نفسه الفاهم المدرك ومن عداه تائهاً.
في هذا الجو المشحون بالعداء والاعتداء، وفي هذا الخضم المتلاطم من النزاعات، ما أحوجنا إلى فهم ديننا كما أمرنا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فبالعلم وحده المؤسس على كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام ومجالسة العلماء بالإضافة إلى تضافر مؤسسات التربية والتعليم والمؤسسات الدعوية والإعلامية، نستطيع أن نتجاوز المحن، وأن نتخلص من هذه الظواهر. وما أحوجنا أيضاً إلى فهم ديننا كما أمرنا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وما أحوجنا أيضاً إلى احتواء آراء بعضنا البعض، وشد أزر بعضنا بعضاً، لنكون جبهة واحدة أمام الهجمة الشرسة التي يتعرض لها الإسلام اليوم وأهله.