فوسطية الإسلام تظهر في كل تكاليفه ومنها العبادات فهي لم تشرع مشقة للناس أو تعذيباً لهم، بل هي تزكية للنفس وطهرة لها وشكراً لله وطاعة للخالق عز وجل وصلة بين العبد وربه، قال تعالى: {مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا} (سورة النساء، الآية:147) ، قال الخازن في تفسيره (2 / 184) : " هذا استفهام تقرير معناه أنه - تعالى - لا يعذب الشاكر المؤمن فإن تعذيبه لا يزيد في ملكه وتركه عقوبته لا ينقص من سلطانه لأنه الغني الذي لا يحتاج إلى شيء من ذلك، فإن عاقب أحداً فإنما يعاقبه لأمر أوجبه العدل والحكمة، فإن قمتم بشكر نعمته وآمنتم به فقد أنقذتم أنفسكم من عذابه".