- صلى الله عليه وسلم - في الجهاد فقول جاهل ضال، بل هم الذين كانوا أعظم الناس قتالًا وجهادًا، كما وصفهم القرآن بقوله تعالى: {لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} (?)، وقال قتادة في تفسيره لهذه الآية، وهو أحسن الأقوال، معناه: أنهم حبسوا أنفسهم على الجهاد في سبيل الله، وتركوا الخروج للتجارة والمعاش، ووقفوا أنفسهم على الحرب. (?)
وقد ورد ذلك في أهل الصُّفَّة، كانوا قريبًا من أربعمائة نفر، اجتمعوا في مسجد رسول الله، وكانوا لا يؤوون إلى أهل ولا إلى مال، وكان يبعث الناس إليهم بفضل قوتهم، وكانوا وقفوا أنفسهم على الجهاد في سبيل الله، وقالوا: لا تخرج سريَّة إلا ونخرج معها، فهذا معنى قوله: {أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ}. (?)
وجاء في تفسير البيضاوي: (وكانوا يخرجون في كل سريَّة بعثها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -). (?)
وكان منهم الشهداء ببدر، مثل: صفوان بن بيضاء، وخريم بن فاتك الأسدي، وخبيب بن يساف، وسالم بن عمير، وحارثة بن النعمان الأنصاري (2)، ومنهم من استشهد بأُحد، مثل: حنظلة الغسيل (3)، ومنهم من شهد الحديبية، مثل: جرهد بن خويلد، وأبي سريحة الغفاري (4)، ومنهم من استشهد بخيبر، مثل: ثقف بن عمرو (5)، ومنهم من استشهد بتبوك، مثل: عبد الله ذي البجادين (6)، ومنهم من استشهد باليمامة، مثل: سالم مولى أبي حذيفة، وزيد بن الخطاب (7)، هكذا كانوا رهبانًا في الليل فرسانًا في النهار. (?)