مأوى أنزلهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المسجد، وسماهم أصحاب الصُّفَّة، فكان يجالسهم ويأنس بهم (?).

وروى ابن سعد في الطبقات عن يزيد بن عبد الله بن قسيط قال: «كان أهل الصُّفَّة ناسًا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا منازل لهم، فكانوا ينامون على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المسجد، ويظلُّون فيه، ما لهم مأوى غيره» (?).

ولا خلاف بأنها تقع في المسجد، ويظهر أقوال نادرة بأنها كانت خارج المسجد، ولم أجد لها من خلال دراستنا ما يؤيدها.

أما تحديد موقع الصُّفَّة من المسجد، فكانت في البناء الأول للمسجد النبوي تقع في الجهة الشمالية من المسجد، مكان الظلة التي كان يصلي فيها المسلمون إلى بيت المقدس، ولما حُوِّلت القبلة إلى الكعبة كان لا بد من نقل الظلة التي أقيمتْ لِتَقي المصلِّين الحَرَّ والمطر من الجهة الشمالية إلى الجهة الجنوبية، بيد أن الحاجة إليها لإيواء الفقراء والمساكين أوجبتْ بقاءها، وإقامة أخرى في الجهة الجنوبية، فبقيت ظلة القبلة الأولى مكانًا لأهل الصُّفَّة، وأصبح للمسجد لأول مرة ظلتان، يتوسطهما صحن مكشوف (?).

يقول الحافظ الذهبيُّ: «كانت هذه القِبلة في شمالي المسجد، فلما حُوِّلت القبلة بقي حائط القبلة الأولى مكان أهل الصُّفَّة» (?).

وفي السنة السابعة للهجرة وبعد غزوة خيبر ضاق المسجدُ بالمصلين، فعزم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على زيادة مساحته (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015