للفقراء المقيمين والوفود الطارقين وحانت الفرصة عندما تم تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة، وذلك بعد ستة عشر شهرًا من هجرته - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة حيث بقى حائط القبلة الأولى في مؤخر المسجد النبوي، فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - به فظلل أو سقف وأطلق عليه اسم الصُّفَّة أو الظلة ولم يكن لها ما يستر جوانبها (?).
وروى البيهقي عن عثمان بن اليمان قال: «لما كثر المهاجرون بالمدينة، ولم يكن لهم دار ولا مأوى، أنزلهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المسجد، وسماهم أصحاب الصُّفَّة، فكان يجالسهم، ويأنس بهم» (?).
نهاية الصُّفَّة:
لم تذكر المَصادر التاريخية تاريخ خروج الصحابة من الصُّفَّة، إلا أن عددًا من العلماء أشار إلى أن انتهاء الصُّفَّة كان مع بداية العهد الراشدي؛ لأن الهجرة إلى المدينة قد انقطعت بعد فتح مكة، حيث قال - صلى الله عليه وسلم -: «لا هجرة بعد الفتح»، ولأن الحاجة التي دفعتْ أهل الصُّفَّة للجلوس فيها من ملازمة النبي - صلى الله عليه وسلم -، والتعلم منه، وخدمته، لم تعدْ موجودةً بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى، إضافة إلى أن الله تعالى قد فتح على المسلمين الفتوح، فاغتنى المسلمون، ولم تعد الضرورة قائمة لأكل الصدقة (?).
قال ابن الجوزي: «هؤلاء القوم إنما قعدوا في المسجد ضرورة، وإنما أكلوا من الصدقة ضرورة، فلما فتح الله على المسلمين، استغنوا عن تلك الحال وخرجوا» (?).
روى البيهقي عن عثمان بن اليمان قال: لما كثرت المهاجرون بالمدينة ولم يكن لهم دار ولا