أبو بكر الناس الهُدى، وعرَّفهم الحق الذي عليهم، وخرجوا به يتلون {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} (?)، وخطب عمر، ثم أبو بكر يوم الثلاثاء خطبة عظيمة مفيدة، نفع اللَّه بها، والحمد للَّه.
قال أنس بن مالك - رضي الله عنه -: لما بويع أبو بكر في السقيفة، وكان الغد جلس أبو بكر على المنبر, وقام عمر فتكلم قبل أبي بكر, فحمد اللَّه وأثنى عليه بما هو أهله, ثم قال: أيها الناس، إني كنت قلت لكم بالأمس مقالة (?)، ما كانت، وما وجدتها في كتاب اللَّه, ولا كانت عهداً عهدها إليَّ رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - , ولكني كنت أرى أن رسول اللَّه سيدبر أمرنا - يقول: يكون آخرنا - وإن اللَّه قد أبقى فيكم كتابه الذي هدى به رسول اللَّه, فإن اعتصمتم به هداكم اللَّه لما كان هداه اللَّه له, وإن اللَّه قد جمع أمركم على خيركم؛ صاحب رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - , وثاني اثنين إذ هما في الغار، فقوموا فبايعوه, فبايع الناس أبا بكر - رضي الله عنه - البيعة العامة بعد بيعة السقيفة، ثم تكلم أبو بكر, فحمد اللَّه وأثنى عليه بما هو أهله، ثم قال: ((أما بعد, أيها الناس، فإني وليت عليكم،