8 - إعداد القاضي المسلم إعدادًا دينيًا ونفسيًا وعلميًا فيجب أن لا يختار للقضاء بين المسلمين إلَّا من بان فضله وصدقه وعلمه وورعه وأن يكون عارفا بكتاب الله -تعالى- عالمًا باكثر أحكامه وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - حافظًا لأكثرها وكذا أقوال الصحابة عالمًا بالوفاق والخلاف وأقوال الفقهاء والتابعين. كما يجب أن يكون ذا عقل رصين ودين متين وأمانة ونزاهة وقوة وكفاءة وحنكة وخبرة وتجربة ... ليستقيم ميزان الحكم. وقد شدَّد الإسلامُ المسؤولية إزاء القاضي ليستمد سلطته من كتاب الله -تعالى- وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - ومن اجتهاده وهي المنابع الأولى للسلطة والمصدر الأول للفصل بين الناس:
لمّا وُلَّى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - معاذ بن جبل على قضاء اليمن سأله رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: كيف تقضي إن عرض لك قضاء؟ قال معاذ: أقضي بكتاب الله -تعالى-. قال: فإن لم تجد في كتاب الله؟ قال: بسنة رسول الله. قال: فإن لم تجد في سنة رسول الله ولا في كتاب الله، قال: أجتهد رأي ولا آلوا. قال: فضرب رسول الله صدره وقال: "الحمد لله الذي وفق رسولَ رسول اللهِ لما يرضي رسول الله" (?).
وللقضاء الإِسلامي نظريته في اختيار القاضي منذ أوائل السنة الأولى للهجرة نقرؤها في كتاب الإمام علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - إلى عامله في مصر الأشتر النخعي قال علي - رضي الله عنه -:
" ... ثم اختر للحكم بين الناس أفضل رعيتك في نفسك ممن لا تضيق به الأمور ولا تمحكه الخصوم ولا يتمادى في الزلة ولا يحصر -أي