أغَيْرُكَ فيها لاحَ، أم أنت ناظرٌ ... إليك بها عند انعكاسِ الأشعَّةِ

وأصْغِ لِرَجعِ الصوتِ عند انقطاعهِ ... إليك بأكنافِ القُصورِ المَشِيدةِ

أهَلْ كان مَن ناجاك ثَمَّ سواك، أَم ... سمعتَ خِطابًا عن صداك للمُصَوِّتِ؟

وقل لي: مَن ألقى إليك عُلومَه ... وقد رَكَدَتْ مِنك الحواسُّ بَغفلةِ

وما كنتَ تدرِي قبل يومِك ما جرى ... بأمسِك، أو ما سوف يَجرِي بَغدْوَةِ

فأصبحتَ ذا عِلمٍ بأخبارِ مَن مضى ... وأسرارِ مَن يأتي مُدِلاًّ بخِبرةِ

أتحسَبُ مَن جاراك في سُنَّة الكَرَى ... سواك بأنواعِ العلومِ الجليلةِ

وما هي إلاَّ النفسُ عند اشتَغالها ... بعالَمها عن مظهرِ البشريةِ

تَجلَّت لها بالغَيب في شكلِ عالَمٍ ... هَداها إلى فَهم المعاني الغريبةِ

ولا تك مِمَّن طيشَتْهُ دُروسُه ... بحيث استقلَّت عقلَه واستفزَّتِ

فثَمَّ وراءَ النقلِ عِلمٌ يَدِقُّ عن ... مَدارِكِ غاياتِ العقولِ السليمةِ (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015