أيخلَعُ منكم رِبْقةَ الدينِ عاقلٌ ... بقَولِ غريقٍ في الضلالة جائرِ

ويَتركُ ما جاءت به الرسلُ من هُدى ... لأقوالِ هذا الفيلسوفِ المُغادِرِ

فيا مُحسِني ظنًّا بما في "فصوصه" ... وما في "فتوحات" الشرورِ الدوائرِ

عليكم بدينِ الله لا تُصبحوا غدًا ... مساعِر نارٍ قبحت من مساعِرِ

فليس عذابُ الله عذابًا كمثلِ ما ... يُمنِّيكم بعض الشيوخِ المَدابرِ

ولكنْ أليم مِثلُ ما قال ربُّنا ... به الجِلدُ إن يَنْضَجْ يُبدَلْ بآخِرِ

غدًا يعلمون الصادقَ القولَ منهما ... إذا لَم يتوبوا اليومَ عِلمَ مُباشِرِ

ويَبدُو لكم غيرُ الذي يَعِدُونكم ... بأن عذابَ الله ليس بضائِرِ

ويْحكم رب العرش بيَّنَ لمحمدٍ ... ومَن سَنَ عِلمَ الباطِل المُتهاتِرِ

ومَن جاء بدينٍ مُفترًى غيرِ دينهِ ... فأهلَكَ أغمارًا به كالأباقِرِ

فلا تَخدَعَنَّ المسلمين عن الهدى ... وما للنبيِّ المصطفى من مآثِرِ

ولا تؤثِروا غيرَ النبي على النبيِّ ... فليس كنورِ الصبحِ ظَلماءُ الدياجِرِ

دَعُوا كلَّ ذِي قولٍ لقولِ مُحَمَّدٍ ... فما آمِنٌ في دينِه كمُخاطرِ

وأمَّا رِجالاتُ "الفصوص" فإنهم ... يَعُومون في بحرٍ للكفر زاخرِ

إذا راح بالريح المتابِعُ أحمدَا ... على هَديِه راحُوا بصفقةِ خاسِرِ

سيَحكي لهم فرعونُ في دارِ خُلدِهِ ... بإسلامِهِ المَقبولِ عند التجاورُ

ويا أيها الصوفْي خَفْ من "فصوصه" ... خواتِمَ سَوء غيرها بالخناصِرِ

وخُد بنهجِ سَهلٍ والجُنيدِ وصالِحٍ ... وقومٍ مَضَوا مِثلَ النجوم الزواهِرِ

على الشرع كانوا ليس فيهم لوِحدةٍ ... ولا لحلولِ الحقِّ ذكرٌ لذاكِرِ

رجالٌ رأوا ما الدارُ دار إقامةٍ ... لقومٍ ولكن بلغةٌ للمسافرِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015