ولَم يَبْقَ كفرٌ لَم يُلابِسْه عامِدًا ... ولَم يتورَّطْ فيه غيرَ مُحاذِرِ
وقال: سيأتينا مِنَ الهين خاتَمٌ ... من الأولياءِ للأولياءِ الأكابرِ
له رُتبةٌ فوقَ النبيِّ ورُتبةٌ ... له دُونَه فاعْجَبْ لهذا التنافرِ
فرُتبتُه العَليا تقولُ لأخذِهِ ... عن الله لا وحيًا بتوسيطِ آخَرِ
ورُتبتُه الدنيا تقول لأنه ... من التابعيَّةِ في الأمور الظواهِر
وقال اتِّبِاعُ المصطفى ليس واضعًا ... لمقداره الأعلى وليس بحاقِرِ
فإن تدْن منه لاتِّباعٍ فإنه ... يرى منه أعلى من وجوهٍ أواخِرِ
ترى حالَ نقصانٍ له في اتَباعه ... لأحمدَ حتى جاء بهذي المعاذِرِ
فلا قدَّس الرحمنُ شخصًا يُحِبُّه ... على مَن يَرى مِن قبحِ هذه المَخابِرِ
وقال بأنَّ الأنبياءَ جَميعَهم ... بمشكاة هذا تستضيء في الدياجِرِ
وقال: فقال الله لي بعدَ مُدةٍ ... بأنك أَنت الخَتمُ ربُّ المَفاخِرِ
أتاني ابتدأ بيضاء سطَّر ربُّنا ... بإنقاذِه في العالَمين أوامِري
وقال: فلا تَشْغَلك عني ولايةٌ ... وكنْ كل شهرٍ طُول عُمرِك زائري
فرِفْدُك أجزَلنا وقَصدك لَم يَخِبْ ... لدينا، فهل أبصرتَ يا ابنَ الأخايِرِ
بأكذبَ مِن هذا وأكفَرَ في الورى ... وأجرأَ على غَشَيانِ هذي الخواطِرِ؟!
فلا يدعو مَن صدَّقوه ولايةً ... وقد خُتمت فليؤخَذوا بالأقادِرِ
فيا لعباد الله ما ثَمَّ ذو حِجًى ... له بَعض تمييزٍ بقلبٍ وناظِرِ؟!
إذا كان ذو كفر مطيعًا كمؤمنٍ ... فلا فَرق فينا بين برٍّ وفاجِرِ
كما قال هذا: إن كل أوامرٍ ... منَ الله جاءت فهى وفِق المقادرِ
فلِمَ بُعثت رسْلٌ وسُنَّت شرائعٌ ... وأنزل قرآنٌ بهذي الزواجِرِ؟!