المستفاد، والمستفادُ مادةَ العقلِ الفَعَّال، وأخذت جملة ذلك كشيءٍ واحد، كان هذا الإنسانُ هو الذي يَحُل فيه العقل الفعَّال، وإذا حَصَل ذلك في كِلا جُزئَي قوته الناطقة -وهما النظرية والعَمَلية- (?)، ثم في قُوَّته المتخيِّلة، كان هذا الإنسانُ هو الذي يوحَى إليه، فيكونُ اللهُ عز وجل يُوحي إليه بتوسُّطِ العقلِ الفَعَّال، فيكون ما يَفيضُ من الله تبارك وتعالى إلى العقلِْ الفَعَّال يفيضُه العقلُ الفعَّالُ إلى عقلِه المنفعل بتوسُّطِ العقل المستفاد، ثم إلى قُوَّته المتخيلة؛ فيكونُ بما يَفيضُ منه إلى عَقلِه المنفعل حكيمًا فيلسوفًا ومتعقِّلاً على التمام، وبما يَفيضُ منه إلى قُوَّتِه المتخيِّلة نَبِيًّا منذِرًا بما سيكون، ومُخبرًا بما هو الآن .. وهذا الإِنسانُ هو في أكملِ مراتبِ الإنسانية وفي أعلى درجاتِ السعادة، وتكونُ نفسُه مُتَّحدةً بالعقل الفَعَّال على الوجهِ الذي قلنا .. وهذا الإنسانُ هو الذى يَقِفُ على كلِّ فعلٍ يمكن أن يَبلغَ به السعادة، فهذا أولُ شرائطِ الرئيس" (?).
° فمِن ها النصِّ نلاحظ الآتي:
1 - يذهبُ الفارابي إلى أنَّ الوحيَ إنما يكونُ لمن حَلَّ العقلُ الفعَّالُ في