* عَدُوَّةُ اللهِ ورسوله بوادي القرى، أمُّ قِرْفة -لعنها الله-:

كانت العرب تقول: "لو كانت أعزَّ من أم قِرفة"؛ لأنها كانت يُعَلَّق في بيتها خمسون سيفًا كلُّهم لها ذو محرم. واسم أمِّ قرفة: فاطمة بنت ربيعة بن بدر الفَزَارية بوادي القرى على سَبعِ ليال من المدينة، وهي سيِّدةُ قومها، ضُرب بها المثل في المَنَعة: "أمنِع من أمِّ قرفة" .. جَهَّزت -لعنها الله، وقد فعل- ثلاثين راكبًا مِن ولدها وولَدِ ولدها، وقالت لهم: "اغزُوا المدينةَ واقتلوا محمدًا" .. فأرسل النبيّ - صلى الله عليه وسلم - زيدَ بنَ حارثة -رضي الله عنه - على رأسِ سَرِيةٍ إلى أمِّ قِرفة في شهر رمضان في السنة السادسة الهجرية إلى وادي القرى، وخرج المسلمون من المدينة يَكمُنون النهار ويسيرون الليل، وقصدوا فَزارةَ في الليل حتى صَبَّحوهم، ثم أحاط زيدٌ ومَن معه بفزارة في بيوتهم، وكبَّر زيدٌ وكبَّر الصحابة، وقَتل قيسُ بنُ المُحَسِّر أمَّ قرفة، وعاد زيدٌ إلى المدينة، فقرع بابَ النبي - صلى الله عليه وسلم -، فخرج إليه مسرعًا واعتنقه وقبَّله، فأخبره زيدٌ بانتصارِه وغَنائمه.

وأما جاريةُ بنت أم قرفة، فوهبها النبي - صلى الله عليه وسلم - لخاله حَزْنِ بن أبي وهب، فولدت له امرأةً ليس له منها ولدٌ غيرها (?).

وحاقَ بأمِّ قِرْفَةَ ما أرادتْ ...... بأَكرمِ مَن تُفَدَّى الأُمَّهاتُ

أرادت قَتْلَه فَجَرَى عليها ...... قَضَاءُ القتل، وانْتَصَفَ القُضَاةُ

فيا لكَ منظرًا عَجَبًا تناهتْ ...... به الصُّوَرُ الرَّوائِع والصِّفَاتُ

أُحيطَ بها وبابنتها جميعًا ....... فما نَجَتِ العجوزُ ولا الفتاةُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015