مقَامك أعلي

إلى سَيِّدِي رسولِ - صلى الله عليه وسلم - إنتصارًا له

شعر- عبد الغَنِي أحمد الحداد

هَذَا مَقَامُكَ رَغْمَ كُلِّ حُسُودِ ... أسْمَى وَأعْلَى فِي ضَمِيرِ وجُودِ

مَنْ كَانَ ربِّ النَّاس أعْلَى شَأنَهُ ... هَيْهَاتَ يُؤْذِيهِ جُحُودُ حَقُودِ

مَا ضَر مَا فَعَل الحَقُودُ وإنَّمَا ... أهْلُ المَكَارِم عُرْضَة لِحَسُودِ

الشانئُونَ طَوَتْهُمُ أحْقَادُهُمْ ... وطَوَتْهُمُ الأيَّامُ فِي تَنْكِيدِ

أوَمَا أَتَى هَذَا النَّبِي مُحَرّرًا ... لِلفِكْرِ مَنْ أسْرٍ ومِنْ تَقْيِيدِ

عَجبًا لَهُمْ لَمْ يُدْرِكُوا أَفْضَالَهُ ... عَمِيَتْ بَصَائِرهُمْ بِلَيلِ جُحُودِ

جَهِلُوا مَكَارِمَهُ الحِسَانَ وفَضْلَهُ ... فِي نَشرِ أنْوار وكسْرِ قُيُودِ

جَهِلُوا عِطَايَاهُ الكِبَارَ وَإنَّهُمْ ... ضَلُّوا ومَنْ عَادَاهُ غَيْرُ رَشِيدِ

* * *

هَيْهَاتَ مَا هَانَتْ رِسَالَتُكَ الّتِي ... أحيَتْ مواتَ الفكر بعد جمودِ

قَدَّمْتَ للأجْيَالِ أعْظَمَ دَعْوَة ... تَسْمُو وتَدْعُو لِلهُدَى المَنْشُودِ

وحَمَلتَ لِلإِنْسَانِ نُورَ هِدَايَةً ... يَمْضِي بِهِ لِغَد أغَرَّ مَجِيدِ

وكَرَامَةُ الإِنْسَانِ تُعْلِي شَأنَهَا ... تَنْأى بِهِ عَنْ واقِع مَكْدُودِ

حَررتَهُ مَنْ كُلِّ قَيْد زَائف ... سَاوَيْتَ بَيْنَ مُسَوَّدٍ ومَسُودِ

دينُ السَّمَاحَةِ دِيننَا لكِنَّهُمْ ... نَظَرُوا بِعَيْنِ مُكَذِّب وكنُودِ

أَوَمَا نَشَرْنَا فِي الوُجُودِ حَضَارَةً ... بَنَّاءَةً كمْ أبدِعَتْ بِجُهُودِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015