ليعقوب بن مطر العتيبي
ما عَلى البدرِ حينَ عَمَّ ضِياهُ ... أن يُضِلَّ الحَقودَ عنه عَمَاهُ
والمحيطُ العظيمُ ماذا عليهِ ... مِن سَفيه إذا السَّفيه رمَاهُ
أيَّها الشانؤونَ خيرَ رسولٍ ... كُلُّنا -أيُّها البُغاةُ- فِدَاهُ
هَلْ جَهِلتُم مقامَهُ إذْ شَتَمْتم ... فاسألوا الكونَ عن عظيم عُلاهُ
جاءَ بالحقِّ مَنهَجًا وصِراطًا ... ضَلَّ مَن يهتدي بغير هُداهُ
جاءَ والخَلقُ في الضَّلالَةِ شَتى ... في سَحيقٍ من الغِوايةِ تَاهُوا
عَمَّ كفرٌ وفِتنةٌ وفسادٌ ... وأُهِينَت لأجلِ صَخْرٍ جِبَاهُ
سَيِّد القومِ مَن يَطوف بِلات ... و (مَناةٌ) إلهُهُ ومُنَاه
يدفِن البنت حيةً ويُوَليِّ ... نحو سَاقٍ من المُدام سَقاهُ
سَادَ في الرومِ قيصَرٌ مُستَبِدٌّ ... وعلى الفرسِ قد تغَطرَسَ شَاهُ
بينَما الناسُ سَادرون بِغَي ... قد غَشاهُم من الضَّلال دُجَاهُ
أشْرَقَ الصبحُ من فؤادِ حِراءٍ ... شَعَّ في الكون نورُهُ وسَنَاهُ
أيُ نُعْمَى على البَرِيَّة حَلَّت ... أيُّ جِيلٍ من الهُداةِ بَنَاهُ
أي عَدْلٍ كعدلِهِ وصِفاتٍ ... أيُّ دِينٍ كدينِهِ وتُقَاهُ
وحديث عن الرسول مَشوقٍ ... أطربَ الكونَ، والزمانُ رَوَاهُ
عن عظيمٍ إلى البريَّة أسدى ... أعظمَ النَّفْع لو أَجَابُوا نِداهُ
وكريمٍ به المكارمُ تزهو ... فاسألِ الغيثَ عن عَظيم نَدَاهُ