وَمَا صِدْقُ التَّديُّنِ بالدَّعَاوِي ... إذا كُنَّا غُوَاةً مُذْنِبينا
فَقَدْنا العِزَّ والشَّرَفَ المُعَلَّى ... لأنَّا لِلعُلُوجِ مُشَابهينا
ضُرِبْنَا بالمَذِلَّة حُكْمُ عَدْلٍ ... لأنا للعَدُوِّ مُعَظِّمِينا
عِبَادَ الله! .. قد صِرْنا بِحَالٍ ... -وَأَيْمُ اللهِ- سَرَّتْ شَامِتِينا
أيكفي أن نقاطِعَ أكْلَ قومٍ ... وَنحنُ بِحَبلِهِمْ مَتَوَاصِلِينا
أيكفي أنْ نقاطع شُرْبَ قَومٍ ... وَنحنُ بِهَدْيِهِمْ مُسْتَمْسِكِينا
لسانُ العلجِ (?) فَخْرٌ أيُّ فخرٍ ... رَطَانَتُهُ مَطَالبَ طَالِبِينَا!
عُلُومُ العَلجِ يَشرُف متقنوها ... عَليهَا العُرْبُ طرًّا عَاكِفُونا!
وَمَا عِلمُ الصَّحابَةِ غَيرَ وَحْيٍ ... بِهِ كَانَ الأشاوسُ مُكْتفُونَا
بِهِ كانَ الصحابةُ خَيْرَ قَرْنٍ ... وَخَيْرَ النَّاسِ بَعدَ المُرسَلِينا
فَمَا طَلَبُوا بِهِ دُنيًا وإلاَّ ... لَكَانُوا فِي النَّوَايَا سَافِلِينا
وَمَا طَلَبُوا بِهِ جَاهًا وَمَدحًا ... لِذَا صَارُوا هُدَاةً مُهْتَدِينا
عبَادَ اللهِ! .. فِينَا مُوبِقَاتٌ ... فَتوبوا قَبْلَ مَا لاَ تَحْمَدونا
فَلَوْ تُبْنَا إلَى الرَّحمنِ مِنْهَا ... وَسِرْنا حَذْوَ دَرْبِ الصَّادِقِينا
وَجَدْنا مَا فَقَدْنا مِن رَشَادٍ ... وَصْرْنا بَعْدَ غَيٍّ رَاشِدِينا
كِتَابُ اللهِ يَحكُمُ كُلَّ أمْرٍ ... لِنُنْزِلَ كَافِرًا فِي الأسْفَلينا
نِعَالُ نَبِيِّنَا -واللهِ- أبهى ... وَأجْمَلُ مِنْ وُجُوهِ الكَافِرِينَا
ويُسخَرُ بالرَّسُولِ ودِينِ ربِّي ... وَغَيْرَتنا نَكُونُ مُقَاطِعِينَا